رياضةمنوعات

التاج الفاضل “الحماداب”.. رديف حامد بريمة والشاعر المطبوع

قادته الصدفة المحضة ليكون في حراسة المريخ

حاتم الكناني

كلّ شيء حدث بالصدفة المحضة، كان يدرس في السنة الثالثة في المقرن الثانوية، وفي ميدان قشلاق المدرعات، حيث يلعب إخوته مع أولاد (الدافوري)، اختير للعب في حراسة المرمى، بسبب نقص عدد اللاعبين في الفرقة.. لم يُجِدِ اللعب داخل الملعب، ومع ذلك وجد نفسه صاعداً بعد أشهر ليكون بجانب حامد بريمة والهادي سليم في حراسة المريخ. هكذا يحكي الشاعر ولاعب المريخ السابق التاج الفاضل التوم – الشهير في الأوساط الرياضية حينها بـ”التاج الحماداب” – يحكي الصدف التي قادته إلى طريقين في الحياة: الشعر وكرة القدم، ويقول: “حياتي مبنية على الصدفة، فهي أيضاً التي قادتني لكتابة الشعر”؛ ويضيف: “كنت أدرس حينها في المدرسة الوسطى الأميرية خرجت من البوابة فوجدت ورقة جريدة استعملت للفِّ طعام، قرأت منها قصيدة محمد سعد دياب المشهورة (مدلينا)، ومنذها انخرطت في كتابة الشعر”.

كان يكتب لنفسه فقط لما يقارب العقدين، ولم يهتم التاج بالنشر أو التعامل مع شعراء غنائيين، وفي العام 1999م التقى بالشاعر الغنائي عمر كمبلاوي، وجمال عوض صالح حيث كان يرتاد فعاليات الاتحاد الثقافية. توفي صديق الشاعرين، جمال صالح، فأسس كمبلاوي منتدى باسم جمال وفاءً لذكراه، وصار المنتدى ضربة البداية لارتياد التاج المنتديات. ارتاد الفاضل صالون “نصر الله عطا” والتقى هناك بسعادة عبد الرحمن وأبوبكر علي عبد المجيد وجمال النحاس وأبوبكر سيد أحمد وإسماعيل الإعيسر؛ ثم بعدها شارك في منتدى المصنفات الأدبية والفنية. في أواخر السبعينيات انتقل التاج من ميدان الدافوري إلى فريق الهدف إلى رابطة الناشئين بالشجرة، وأصبح بعدها حارس منتخب الرابطة. يقول: “بعد ستة أشهر صرت أشهر حارس مرمى في الدرجة الثالثة، ثم بسرعة الصاروخ إلى الدرجة الثانية”. تنافس الهلال والمريخ والموردة لضم التاج إلى صفوفها، وفي ديسمبر 1979م انتقل إلى حراسة المريخ، مقابل 5500 جنيه، برفقة العمالقة في الحراسة آنها، حامد بريمة والهادي سليم، ولعب في المريخ سنتين من العام 79 وحتى 81.

وُلِدَ التاج بالأبيض في ديسمبر من العام 1956م، وهو شقيق الإذاعي المعروف صلاح الفاضل التوم؛ ولأنه تربى تحت كنف أبيه الصول في الجيش السوداني الفاضل التوم، فقد تنقَّلت أسرته بين الأبيض وجوبا وأم درمان، وفي الخرطوم بين الموردة وكوبر والشجرة الحماداب، فدرس بكوبر الأولية وجوبا (الملكية 2) و(جوبا 1) وأمدرمان الأميرية والمقرن الثانوية، والتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم. يقول: “نحن من الموردة، لكن تنقلنا بحكم عمل الوالد، مما أتاح لنا حيوات مختلفة ما زالت تحوم في الذاكرة”. تغنَّى بأغنياته أحمد شاويش، والطيب مدثر، وعبد الحميد رجب، وتعاون مع الملحّنَيْن الطيب تقلاوي ومحمد حامد جوار. استُضيف التاج في عدَّة برامج إذاعية وتلفزيونية منها “صباحك يا بلد” و”ملتقى المنوعات” بالإذاعة السودانية، وله أغنية نافست في مهرجان الأغنية العربية وحازت على المركز السادس أداها الفنان عادل النور، وله عددٌ من الأغنيات مع الفنان محمد جعفر. عمل شاعرنا بمؤسسة الثقافة العمالية منذ بداية الثمانينيات حتى العام 2017م، ثم أُحيل للتقاعد. يقول الفاضل: “حياتي عبارة عن صدف مجتمعة قادتني إلى ما أنا فيه الآن، كثيراً ما أتأملها فأشعر بالرضا التام عن ما حدث لي”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى