رأي

الشرطة والمجتمع!!

التمنة

عمر عثمان

بدعوة كريمة من أسرة تحرير صحيفة “انتقال” الإلكترونية، أعود مرة أخرى، إلى الكتابة الرّاتبة، عبر عمودٍ اخترت له عنوان (التّمنة). والتمنة هي نقطة صغيرة للشرطة، لتدوين أحوال المنطقة والمساهمة في حل المشكلات الصغيرة، التي تحدث في الحي أو السوق. عَرفَ السودان التمنة في عهد الاستعمار، عندما قام المستر بلومبيرج حكمدار بوليس أمدرمان، بإنشاء نقاط شرطة من بينها نقطة في السوق، اشتهرت بالتّمنة، وذلك لأن السوق يعادل (تمن) حارة في الأحياء السكنية. ووقتها كان الخدمة ثماني ساعات فيما يعرف بنظام الخدمات الثلاث، أي ثلاث ورديات.

لماذا اخترت للعمود اسم التّمنة؟ ربما يعرف أغلب القراء أن خلفيّتي هي ضابط شرطة متقاعد، وظللتُ على الدوام مهموماً ومهتمّاً بقضايا الشرطة وإصلاحها وتحديثها، بما يتوافق والمعايير الدولية التي تحمي حقوق الإنسان، وتُنظّم استخدام الشرطة للقوة والسعي لخلق شراكة بين الشرطة والمجتمع، وفقاً لفلسفة الشرطة المجتمعية، والتي تعني ببساطة، أن تعمل الشرطة والمواطن جنباً إلى جنب، في نطاق الأحياء، لمنع ارتكاب الجريمة وإشاعة الأمن والأمان. وهذا ما جسدته التمنة في زمن ماضٍ. وقد ذكر لي أحد ضباط الشرطة المتقاعدين، أن تمنة الديوم الشرقية عمل بها من رجال البوليس العم حسن عبد الرحمن، يُساعده في أمور الجودية وحلِّ المشكلات صاحب الدكان المجاور العم أحمد نصر، الشهير بــــ (ود مشو) وعثمان طلح من الزريبة المجاورة.

حسناً فعل القائمون على الصحيفة باختيار (انتقال) اسماً لصحيفتهم، فالانتقال هو التغيير والتغيير و”هو الانتقال من وضع قائم بالفعل إلى وضع مُستهدَفٍ لتحقيق أهداف محددة في إطار رؤية واستراتيجية واضحة”. وهذا ما نرجوه من الثورة المستمرة منذ العام 2018م، أن تنقلنا وتنقل الوطن من الوضع الحالي إلى وضع مُستهدَف ومنشود، وهذا ما سنعمل عليه عبر القلم في هذا العمود بالتركيز على قضايا الشرطة والإصلاح وعلاقة الشرطة بالمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى