الخرطوم – وكالات
شهد تصنيف الجيوش العربية لعام 2023م، تغييرات مهمة من حيث الترتيب العالمي، مقارنة بعام 2022، وفق مؤشر “غلوبال فاير باور” الأمريكي.
وحافظت الجيوش العربية الخمسة الأولى على ترتيبها عربيا، بينما دخلت دول جديدة وسقطت أخرى ضمن قائمة أكبر 10 جيوش عربية.
معايير جديدة
أدخل “غلوبل فاير باور” عدة مؤشرات جديدة وحذف أخرى، ورفع عدد الجيوش محل الدراسة من 140 في 2022 إلى 145 في 2023م، مما أحدث تغييرات بارزة في ترتيب جيوش العالم.
ومن المرجح أن تكون الحرب الروسية الأوكرانية وما خلفته من أزمة طاقة عالمية، دفعت المؤشر الأمريكي إلى إضافة الغاز والفحم إلى النفط، ضمن الموارد الطبيعية، سواء من حيث الإنتاج والاحتياط أو الاستهلاك.
حيث ارتفع عدد المؤشرات من 50 مؤشرا في 2022 إلى 53 مؤشرا في 2023؛ لكنه أيضا اعتمد على المعيار التكنولوجي في ترتيب الجيوش، بشكل يمكّن الجيوش الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في البلدان الأصغر، من التنافس مع الجيوش الأكبر والأقل تطوراً في الدول الكبرى، من خلال منح مكافآت وعقوبات خاصة، دون أن يظهر ذلك في المؤشرات.
إذ وجهت في السابق عدة انتقادات للمؤشر الأمريكي بأنه لا يأخذ في الحسبان نوعية السلاح وتطوره، ويركز أكثر على العدد وتنوع مصادر القوة سواء البشرية أو البرية والجوية والبحرية، وكذلك الموارد الطبيعية والجغرافيا والتمويل واللوجيستيك.
ثبات الخمسة الكبار
حافظت مصر على صدارتها كأكبر جيش عربي وإفريقي في 2023م، غير أنها تراجعت عالميا إلى المرتبة 14، بعدما كانت في المرتبة 12 في 2022م، والتاسعة في 2020م.
وخسر الجيش المصري في 2023م، صدارته لجيوش الشرق الأوسط لصالح الجيش التركي، الذي صعد من المرتبة 13 إلى المرتبة 11 عالمياً.
ويمكن إرجاع هذا التراجع إلى عوامل عدة ليس بينها العدد والتنوع، وإنما الجانب التكنولوجي، و”تأجيل” مصر إتمام صفقة شراء مقاتلات “سوخوي 35” المتطورة من روسيا بضغط أمريكي، بجانب مستوى التصنيع العسكري.
السعودية من جهتها حافظت هي الأخرى على المرتبة الثانية عربياً، لكنها جيشها تراجع مرتبتين من 20 إلى 22، مع صعود كل من أوكرانيا وفيتنام وبولندا، وسقوط الجيش الألماني من المرتبة 16 إلى 25.
الجيش الجزائري المصنف ثالثاً عربياً، صعد 5 مراتب في 2023، بعد أن حل في المرتبة 26 عالمياً في 2023م مقارنة بالمرتبة 31 في 2022م.
واسترجع الجيش الجزائري سريعاً المرتبة الثانية إفريقيا من جيش جنوب إفريقيا، التي فقدها في 2022م، بينما تراجع الأخير إلى المرتبة 33 عالميا في 2023م.
ولعب إدخال معياري الغاز الطبيعي والفحم لصالح صعود الجيش الجزائري، بالنظر إلى أن البلاد حققت رقماً قياسياً في صادراتها من الغاز بلغت 56 مليار متر مكعب، أما الفحم الذي تمتلك منه البلاد احتياطات لا بأس منها، فإن استهلاكها منه محدود للغاية ما حسبه المؤشر لصالحها.
الجيش الجزائري كان الوحيد من بين الجيوش عربية التي صعدت في الترتيب الجديد للمؤشر الأمريكي.
فكل من الجيشين العراقي والإماراتي، اللذين حلّا رابعاً وخامساً عربياً على التوالي، تراجَعا في تصنيف “غلوبل فاير باور”؛ فالجيش العراقي الذي كان يحتل المرتبة 34 عالميا في 2022، تراجع إلى المرتبة 45، بخسارة 11 رتبة.
فاستقرار البلاد نسبيا، وتراجع الهاجس الأمني، ودخول 5 دول جديدة إلى التصنيف الجديد، وتقلص صفقات السلاح مع روسيا والولايات المتحدة أثر على تصنيف الجيش العراقي.
ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للجيش الإماراتي، الذي خسر 20 رتبة، وتراجع من المرتبة 36 في 2022م إلى المرتبة 56 في 2023م.
فبعد صعود الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الحكم في 2020م، جاء قراره بتجميد صفقات سلاح مع الإمارات وبالأخص مقاتلات “إف35″، ليؤثر على تصنيفها.
صعود جيوش وخروج أخرى
تغيير كبير حصل على مستوى قائمة الجيوش العربية العشرة الأوائل، المرتبة من 6 إلى 10، حيث صعدت جيوش وسقطت أخرى من القائمة.
فالجيش المغربي ورغم تراجعه عالمياً من المرتبة 56 إلى المرتبة 61، إلا أنه تقدم عربيا من المرتبة السابعة إلى السادسة، بعد تجاوزه الجيش السوري بثلاث مراتب.
وتراجع الجيش السوري من المرتبة 47 عالمياً إلى المرتبة 64، خاصة في ظل انشغال حليفه الروسي بالحرب في أوكرانيا، وانحصار المعارك في الجبهة السورية، بالإضافة إلى تراجع المؤشرات الاقتصادية.
ودخلت قطر (65 عالمياً) وتونس (73 عالمياً) واليمن (74 عالمياً) قائمة أكبر 10 جيوش عربية، بعدما أزاحت كلاً من الكويت وليبيا والسودان من القائمة.
إذ استفادت قطر من إدخال معيار الغاز الطبيعي (إنتاجاً واحتياطاً واستهلاكاً) ضمن المؤشر الأمريكي، وأيضا صفقات السلاح الأخيرة، ومداخيلها المعتبرة من الغاز والنفط، لتحقق قفزة جديدة.
حيث قفزت من المرتبة 82 عالمياً في 2021م، إلى المرتبة 77 في 2022م ثم المرتبة 65 في 2023م، أي صعدت 17 رتبة في ظرف عامين فقط.
ويعكس هذا الصعود، الأول عربياً، رغبة قطر في تطوير قواتها العسكرية، خاصة قبيل احتضانها كأس العالم 2022، والتهديدات الإقليمية التي واجهتها في السنوات السابقة.
بينما حافظت تونس على المرتبة 73 عالمياً، لكنها تقدمت إلى المرتبة التاسعة عربياً بعدما كانت في المرتبة 11.
أما اليمن، فحقق قفزة عربياً من المرتبة 15 في 2022 إلى المرتبة العاشرة في 2023م.
أما عالمياً فصعد كذلك الجيش اليمني من المرتبة الـ80 إلى المرتبة 74، أي أنه قفز 6 مراتب كاملة، رغم أنه يخوض حرباً أهلية بانخراط إقليمي منذ 2015م.