تقارير

تُحسم عبر التصويت معركة في الأمم المتحدة لتثبيت أو إنهاء تفويض ” يونتامس “

الخرطوم : انتقال
تتباين التوقعات مابين انهاء تفويض بعثة يونتامس عبر تصويتٍ بمجلس الأمن أو استمرارها ، وبحسب رويترز فإن دبلوماسيين دوليين أكدوا أن المجلس سيصوت على قرار إنهاء البعثة ، وظل الإسلاميون والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان يسعون منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 لإنهاء تفويض البعثة الأممية لعزل السودان ومنع الجهود الدولية والإقليمية لدعم الانتقال وإيقاف الحرب ، ويصف مراقبون أن عملية التصويت ستكون أشبه بالمعركة لتثبيت البعثة أو إلغاء وإنهاء تفويضها .
خطاب ” تقدم ”
مثل الموقف الذي تبنته تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية ” تقدم ” بإرسال خطابين إلى كلٍ من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتمديد واستمرار تفويض بعثة ” يونتامس ” تعزيزاً وتأكيداً للمصداقية والموثوقية التي تتمتع بها القوى السياسية والمدنية الداعمةِ لإيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي ، ودعمها لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية لإيقاف الحرب عبر منبر جدة ومواصلة الحوار السياسي بين المكونات السياسية والمدنية التي أنجزت ثورة ديسمبر المجيدة وتحقيق أهداف الانتقال الديمقراطي ، إضافةً إلى المجهودات التي تقوم بها قوى الحرية والتغيير من جهةٍ ورئيس الهيئة القيادية التحضيرية لـ ” تقدم ” عبدالله حمدوك في التواصل مع دول جوار السودان والمحيط الإقليمي والمنظمات الإقليمية والدولية والتي اثمرت عن اتفاقٍ على دعم منبر جدة التفاوضي وفتح المجال بعد وقف اطلاق النار لعمليةٍ سياسية عدا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما .
مساعي الإسلاميين
قرار انهاء بعثة يونتامس بناء على طلبٍ تقدمت به سلطة الأمر الواقع ممثلةً في وزارة الخارجية السودانية بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وتلبيةٍ لرغباتِ حلفائهم الإسلاميين – المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية – وإن كان سيتم التصويت عليهِ بالقبول أو الرفض لكنه أكد على نقطتين جوهريتن ، الأولى الإرتباط الوثيق بين القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان والإسلاميين ، والثانية أن المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية يعملون على عزل السودان من محيطهِ الإقليمي وعن المجتمع الدولي بغرض العودة إلى السلطةِ والحكم عبر بوابةِ الحرب وتقسيم السودان .
ظل الإسلاميون عبر واجهاتٍ عديدة مثل ” التيار الإسلامي العريض و نداء أهل السودان ” و” قوى التراضي الوطني و الكتلة الديمقراطية ” في توجيه تهديداتٍ ومطالباتٍ بطرد البعثة الأممية ” يونتامس ” وصلت إلى التهديد بإغتيال رئيس البعثة المستقيل ” فولكر بيترس ” والدعوةِ إلى قطع رأسه ، وفي مايو الماضي طلبت سلطة الأمر الواقع انهاء تفويض فولكر بيترس ، واعقبها تقديم استقالته في سبتمبر الماضي .
تعيين العمامرة
استمرت مطالبات الإسلاميين بإنهاء تفويض البعثةِ تزامناً مع خطابهم الداعي إلى الحرب ، ثم تقديم وزارة الخارجية السودانية في 16 نوفمبر المنصرم طلباً مباشراً بإنهاء التفويض إلى الأمم المتحدة ، ومع توقعاتٍ بإنهاء تفويض وعمل البعثة ، استبق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس ذلك بتعيين مبعوثاً خاصاً هو رمضان لعمامرة على ألا يكون مقره السودان ، وأكد المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك في مؤتمرٍ صحفي – 17 نوفمبر المنصرم- أن مقر المبعوث الشخصي لن يكون في السودان ، وستواصل الأمم المتحدة الانخراط، بشكل وثيق، مع كافة الجهات الفاعلة، بما في ذلك السلطات السودانية وأعضاء مجلس الأمن لتوضيح الخطوات المقبلة ، وبحسب مراقبين فإن توجهات الأمم المتحدة بناءً على ذلك ستمضي في التواصل مع القوى المدنية والسياسية وعلى رأسها قوى الحرية والتغيير وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية ” تقدم ” بإعتبارها القوى السياسية والمدنية الأكثر فاعلية وتمثل طيفاً واسعاً ذا موثوقية ولديه موقع متقدم بدعم منبر جدة التفاوضي الذي يحظى بقبولٍ ومساندةٍ إقليمية ودولية .
حاجة السودان
وكانت ” تقدم ” بعثت بخطابين بتوقيع رئيس الهيئة القيادية التحضيرية ورئيس مجلس الوزراء السابق عبدالله إلى كلٍ من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي للتمديد لاستمرار ” يونتامس ” نسبةً للحاجة الملحةِ إليها في ظل الظروف التي تعيشها البلاد نتاج حرب 15 أبريل سياسياً وامنياً واقتصادياً واجتماعياً ، في الوقت الذي قاد فيه المؤتمر الوطني المحلول والإسلاميون حملاتٍ إعلامية واستغلال أجهزة الدولة الرسمية مثل وزارة الخارجية لإبعاد البعثةِ وإغلاق الباب أمام جهود الحل الداخليةِ والإقليمية والدولية ومشاركة الفاعلين الدوليين في المساهمةِ بشكلٍ حقيقي ومباشر لإنهاء الحرب .

الإفلات من العقاب
ويقرأ سعي الإسلاميين وقائد القوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان من خلال سعيهم لإنهاء تفويض بعثة يونتامس إلى أنه محاولةٌ لوقف توثيق الانتهاكات والجرائم المرتكبةِ ضد المدنيين لأن توثيقها عبر بعثةٍ أممية سيكون أدلة دامغة تساعد في إدانة أطراف القتال التي ارتكبت وأدت إلى نزوح ولجوء ملايين السودانيين داخل وخارج البلاد إضافةً إلى سقوط أكثر من 10 آلاف نتيجة الاشتباكات المسلحة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى