تحقيقاتتقارير

منصات مدعومة من الخارج تبث الأخبار المضللة والشائعات على رأسها شبكة روسية (2-2)

أحد العاملين في تلك المنصات يروي قصته لـ"انتقال"

انتقال – أحمد ود اشتياق

يلحظ المراقبون النشاط المتصاعد للمنصات التي تبث المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة في الفترات المرتبطة بالتغيير، ودائماً ما تستهدف قضايا مركزية مثل التحول المدني الديمقراطي وقضايا الاستقرار والنزاعات، وهي أيضاً مرتبطة بملفات الانتقال نحو الدولة المدنية.

وقد ذكرت شركة فيس بوك في منتصف العام 2021م، أنها أغلقت شبكتين كبيرتين تستهدفان مستخدمين لمنصتها في السودان. وقالت الشركة إن إحدى الشبكات تضم حوالي 1000 حساب وصفحة ولديها أكثر من مليون متابع.

وتعتمد هذه الجهات على تحريف المعلومات أو تغييرها بأن تصبح مبتورة مثلاً، ويتم استخدامها إعلامياً، وهذه الحالة تكررت كثيراً في فترة حكومة الثورة الانتقالية – ما قبل انقلاب 25 أكتوبر – وتستهدف للقوى المدنية الطامحة للتحول المدني الديمقراطي، ثم عادت إلى السطح مع اقتراب الحل السياسي لاستعادة المسار المدني، فمن يقف خلف تلك المنصات؟ ومن المستفيد؟

مركز ثقافي روسي

أحد العاملين على إدارة الصفحات في الميديا روى لـ”انتقال” قصة التحاقه بمنصة تتبع لشركة روسية، قائلا: “قيل لنا إن المنصات التي نديرها تتبع للقسم الثقافي بالسفارة الروسية”. وأضاف (ه. ب) أنه لم تكن هنالك تعاقدات مكتوبة وإنما كان اتفاقاً شفاهياً فقط، عبر شخص روسي يبحث عن صحفيين وصناع محتوى لإدارة صفحات ثقافية وفنية، عرّفها في البداية بأنها تتبع لقسم في جامعة سان بطرسبرغ وإدارة القسم الثقافي في السفارة وهدف الأساسي هو إنشاء مركز ثقافي.

يقول (ه. ب) إن العمل كان من مكتب للموقع تم بأحد أحياء الخرطوم الراقية، وبه أجهزة كمبيوتر وإنترنت للإشراف على الصفحات، ويضيف: “كنت أدير بعض الصفحات مثل “راديوافركا” و”الخرطوم استار”، وهنالك صفحات أخرى مثل “الخرطوم اليوم” وغيرها، لكن الملاحظ في التأسيس أن جميع تلك الصفحات كانت في الأصل ثقافية فنية”.

“لاحقاً تم تأسيس مواقع سياسية قبل تركنا للعمل بحوالي أربعة شهر مثل موقع “عكاظ” وكنا نصرف حوالي 350 دولار”، يضيف (ه. ب) ثم يقول لـ”انتقال”: “كنا نمتلك موقعاً إلكترونياً، وكل فرد يدير صفحات على الميديا مثل راديو أفريكا وغيرها بعدد صفحتين أو أكثر تقريباً“.

تم إغلاق الصفحات فجأة – يقول (ه . ب) – وقيل إن ذلك بسبب أن إدارة فيس بوك اشتبهت في أنه نشاط لروسيا ولديه علاقة بصناعة الرأي العام، وبعد إغلاق المكتب هنالك بعض الأدمنز من مديري الصفحات سافروا إلى روسيا للدراسة وواصلوا العمل من هناك.

منع تغطية أخبار الثورة

يذكر (ه. ب) أنه “حينما تصاعدت ثورة ديسمبر المجيدة، في 2019م، قرر العاملون المشاركة فيها وتغطيتها، فرفضت إدارة الموقع تغطيتها بحجة أن الصفحات التي كنا على إدارتها ثقافية، وبعدها وصلنا قرارٌ بعدم مشاركتنا حتى كأفراد في هذه التظاهرات”.

يواصل (ه. ب): “لحظتها قررنا تقديم استقالة جماعية، وبعد ضغط على الإدارة الروسية سمحت لنا المشاركة لكن بشرط عدم ظهور أي من الموظفين في لايف أو صور تخص الثورة، وإذا حدث الأمر يعتبر الموظف مفصولاً، وبرروا ذلك القرار بأنه لا يجب على الصحفي إظهار ميوله السياسية لأنه يضر بحيادية المادة التي يقدمها”.

منصات الثورة المضادة

وعن منصات الثورة المضادة وتهديدها للعملية السياسية والانتقال يقول الناطق الرسمي باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، إن منصات الثورة المضادة تجتهد في نشر الأخبار المضللة لإثارة البلبلة وإعاقة العمل الدؤوب لاسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي الذي نسير فيه في كل يوم خطوات إلى الأمام.

واضاف خالد عمر يوسف لـ”انتقال”: “استخدمت ذات المنصات هذه الأساليب لإجهاض الانتقال وتقسيم القوى السودانية بكل مكوناتها، وهو أمر يجب أن نتصدى له بتفويت الفرصة أمام الشائعات ومكافحتها وعدم تناقلها وأخذ الأخبار من قنواتها الرسمية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى