ثقافي

رحيل أيقونة الشعر السوداني عبد الله شابو

إغلاق الجسور منع كثيرين من حضور تشييعه

الخرطوم – انتقال

رحل في الساعات الأولى من فجر اليوم “الأحد”، بالخرطوم، الشاعر الكبير عبد الله شابو، عن عمر يناهز الثمانين عاماً، بعد علة لم تمهله طويلاً. وفُجع الخبر الوسط الأدبي والثقافي السوداني، ونعاه الكتاب والأدباء والمهتمون على وسائط التواصل الاجتماعي.

وبحسب ابن الشاعر، عمار عبد الله، فإن شابو وافته المنية في الواحدة من صباح اليوم، وتم دفنه في السابعة صباحاً. ومنع إغلاق الجسور في العاصمة القومية من قبل السلطات الانقلابية احترازاً من مواكب اليوم 30 أكتوبر، كثيرين من حضور تشييع الشاعر الكبير.

وُلد عبد الله إبراهيم موسى – بحسب الاسم الرسمي – في العام 1943م، بمدينة الكوة على ضفاف النيل الأبيض بوسط السودان ودرس بمدرسة الكوة الأولية، وكوستي الأهلية الوسطى، والفنية، ثم الكلية المهنية (جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا)، وتخصص في هندسة التبريد، وعمل بالتعليم الفني والصناعي وابتُعث للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية.

ترأس عبد الله شابو  نادي الشعر السوداني، ورابطة الكتاب السودانيين، وأحد مؤسسي تجمع أبادماك الثقافي في أوائل  السبعينيات، وتم تكريمه من قبل جائزة الطيب صالح العالمية كشخصية  العام 2015م.

صاحب شجر الحب الطيب

صدرت لشابو عدة دواوين شعرية منها: “حاطب الليل”، و”شجر الحب الطيب”، و”إنسان يحدث الناس”؛ كما عبر شعره – بحسب كثير من النقاد – عن البساطة والعمق والشفافية ومخاطبة أسئلة الإنسان والحياة بحيوية ونفاذ بالغ.

يقول الشاعر نصار الصادق الحاج ناعياً شابو: “قبل أربعة عقود من الزمان(1981) ، جئنا الي مدرسة كوستي الفنية الثانوية (تجارية وصناعية)، من قرانا والأرياف النائية ومن جميع مدن وقرى السودان، كان ابن قريتي حمدالنيل الطيب عبد الرحيم يسبقني بعامين في المدرسة، ذات يوم مرّ بالقرب منا الأستاذ بالقسم الصناعي عبد الله شابو، ولحظتها قال لي حمد النيل: أستاذ عبد الله شابو ده شاعر معروف ومشهور، تلك كانت أول مرة أعرفه شاعراً، في ذلك الوقت كان شابو هو الذي في الصورة المرفقة، كان شاباً في الأربعينيات من عمره، يسير بهدوء، نائياً بنفسه عن كل ضوضاء وضجيج المدرسة والطلاب والداخليات، يسمع صوته فقط طلابه بالقسم الصناعي وكنت دائماً انظر له بإعجاب ومحبة صامتة، من تلك اللحظة تعرفت على قصائده، على تجربته الشعرية المتفردة، على صوته الشعري الخاص، وعلى روحه المحبة للحياة والناس وصداقاته التي لا تعرف الحدود”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى