تقارير

الطريق إلى النقابة بعيون أطباء المهجر

نموذج فريد من التكامل بين أطباء المهاجر والوطن

الخرطوم – انتقال

ترى الطبيبة إيمان أحمد، ممثلة الأطباء السوانيين بكندا في المكتب التنسيقي لأطباء المهجر، روح الشهيد الدكتور علي فضل – الذي فاضت روحه في المستشفى العسكري بأُمدرمان في 1990م نتيجة التعذيب البشع الذي ظل تعرض له خلال فترة دامت 52 يوماً – وهي تلتحم بجسد النقابة، بعد انقضاء انتخابات اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، التي انتخبت يومي 10 و11 مارس الجاري.

وانتخب الأطباء السودانيون، مساء السبت  الماضي، رئيس وأعضاء اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، ونالت الدكتورة هبة عمر أعلى الأصوات لتصبح رئيسة للجنة.

د. محمد سيد عبد الله، نقيب الأطباء بكندا، وعضو آخر مكتب تنفيذي لنقابة الأطباء، وعضو لجنة الانتخابات موفداً من أطباء المهجر، يرى أن دلالة الحدث تكمن في أنه يعبر أشواق الأطباء السودانيين وتطلعاتهم، لوجود جسم نقابي ديمقراطي يدافع عن مصالحهم ويتبنى قضايا الديموقراطية.

ويضيف د. سيد في حديثه لـ”انتقال”: “حسب متابعتنا فهناك رضا عام عن الشفافية التي تمت بها الانتخابات، وهناك مراقبون من النقابات الأخرى، وحتى المراقبون من المرشحين راضون عن العملية الانتخابية التي التزمت بمعايير منظمة العمل الدولية”.

ويرى د. سيد أن الجسم التمهيدي المنتخب ستكون مهمته صعبة لكنها ممكنة بتضافر الجهود، نظراً لضخامة قطاع الأطباء وانتشاره في أنحاء السودان، وسيكون على اللجنة التمهيدية حصر القطاع ومراجعة الدستور، وإجازة دستور جديد للنقابة، ويضيف أن فترة الستة أشهر كافية تماماً لفراغ اللجنة التمهيدية من مهامها.

وخاض الأطباء السودانيون جدلاً، قبل الوصول إلى مرحلة الانتخابات، حول من يحق له الانتخاب والترشح للانتخابات، لا سيما أن هناك عدداً كبيراً من الأطباء السودانيين في المهاجر المختلفة، لكن اعتمدت الانتخابات دستور نقابة الأطباء المعدل في 1987م الذي يعتبر أن الهيئة النقابية للأطباء في المملكة المتحدة، هي جزء من النقابة، وبذلك ظل أطباء السودان في المهاجر المختلفة داعمين للعملية النقابية، دون أن يشاركوا فيها عدا أطباء المملكة المتحدة؛ فحينما حل نظام الإنقاذ في عشريته الأولى نقابة الأطباء الشرعية، اجتمع الأطباء السودانيون في بريطانيا بحكم عدديتهم الكبيرة وأعادوا تكوين النقابة. ويمثل أطباء المهجر مكتب تنسيقي يضم عضوين في كل من كندا وأمريكا وإيرلندا وبريطانيا واستراليا وقطر.

وترى د. إيمان أحمد، في حديثها لـ”انتقال”، أن طريقة انتخاب اللجنة التمهيدية تعبر عن ديمقراطية القواعد، إذ بدأت بانتخابات للفرعيات في أنحاء السودان المختلفة، لذا فالعضوية المنتخبة تمثل أرجاء السودان، وتعتقد أن هذا شكل جيد من الممارسة الديمقراطية.

وحول دعم نقابات الأطباء السودانيين في الخارج، تقول إيمان، إنها دعمت بشكل متواصل، وأوفدت ممثلين إلى البلاد، وممثلين في لجنة الانتخابات من أطباء الخارج؛ إضافة إلى الدعم المادي واللوجستي ومساهمة نقابات الخارج في إبداء الرأي والإعلام والتوعية وشرح الممارسة الديمقراطية وأهمية العمل النقابي.

وأضافت: “كان عملاً طوعياً من بعض الأطباء الذين لهم خبرة في العمل النقابي، منهم دكتور عمر كبير الموجود بالمملكة العربية السعودية، وكان يقدم حلقات بث مباشر على صفحته بفيسبوك بصورة منتظمة للتوعية بالعمل النقابي، ومثله كثير في مناطق أخرى”، وتواصل: “فضلاً عن الندوات والورش ومجموعات النقاش حول العمل النقابي والعمل القاعدي، والعمل الذي ظل مستمراً لسنوات قبل أن يكلل بانتخاب اللجنة التمهيدية”.

تشير إيمان إلى أن الأجسام النقابية التي فرضها الوضع في فترة حكم الإنقاذ – وهي ثلاثة أجسام – توحدت بصورة وصفتها بالمهيبة، من أجل نقابة موحدة تمثلها اللجنة التمهيدية. واعتبرت إيمان ذلك تمثلاً لقمة العمل الديمقراطي والممارسة الديمقراطية.

وتصف إيمان دعم الأجسام النقابية في المهجر لقيام انتخابات اللجنة التمهيدية بأنها نموذج فريد من التكامل بين أطباء الخارج وأطباء الوطن، وتعتقد أنه نموذج يستحق الدراسة التوثيق والمشاركة مع العالم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى